روائع عنترة بن شداد | لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ وَمَن يِكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم إِذا جَفوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا لِلَّهِ دَرُّ بَني عَبسٍ لَقَد نَسَلو مِنَ الأَكارِمِ ما قَد تَنسُلُ العَرَبُ لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُه عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِم وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ وَالخَيلُ تَشهَدُ لي أَنّي أُكَفكِفُه وَالطَعنُ مِثلُ شَرارِ النارِ يَلتَهِبُ إِذا اِلتَقَيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ تَرَكتُ جَمعَهُمُ المَغرورَ يُنتَهَبُ لِيَ النُفوس...